إشراقة نيوز: محمد الحرشي
لم تستسغ المرأة ذات الأربعة عقود ثمن ركوب الحافلة الجديدة بالدارالبيضاء، فانطلق لسانها من عقاله منددة بعدد الدراهم المضافة جورا إلى 6 دراهم التي كانت تؤدي سابقا .. أكثر من نصف ساعة وهي تحتج ضد الإجراء الجديد في عز وباء كورونا وقفة رمضان.. أغلب الراكبات والراكبين ينصتن إلى كلامها الصحيح الممزوج بالغضب العارم واليأس الواضح لإيجاد حل فوري ومنصف..
سائق الحافلة نال النصيب الأوفر من السخط والتنديد أثناء مرافعتها وغضبها الشديد .. أما هو فهمه الوحيد استخلاص أثمنة الركوب وتجنب الخطأ في رد الصرف حتى لا يقع في المحظور مع أحد الركاب.. يمكن بسهولة أن تنفجر حنجرة غاضب(ة) آخر على واقع الحال فيصب جام غضبه عليه .. كل الاختصاصات التي يمكن تصورها يجب أن تتوفر في سائق حافلة النقل الحضري، أخطر وأصعب مهنة على الإطلاق.. فيه القابض والسيكولوجي وعالم الاجتماع ورئيس الحكومة ووزير الاقتصاد والمالية ، كل السياسات العمومية وإخفاقاتها هو المسؤول عنها ، وويل له إذا زاد بضع أمتار أثناء السير دون الفرملة اللطيفة والتوقف في المكان المحدد حسب خط سير الحافلة، فسوف يسمع “خل أذنيه” كما يقولون من سب وشتم وكل الألفاظ الحاطة من كرامته، فقط، عليه السكوت والتحكم في أعصابه والامتثال الصارم مع الصوم الصحيح والحلال إلى ما بعد السابعة مساء من رمضان عام 2023.. عزاؤه الوحيد معاناة حقيقية داخل مجتمع صغير يتحرك على متن صندوق حديدي بعجلات مطاطية يحمله كل ما آلت اليه الأمور في المغرب وضعف مستواه في “القراءة الجيدة” لتأويل عقول جميع الركاب والراكبات.
قم بكتابة اول تعليق