إشراقة نيوز: محمد الحرشي
أخطر ما يصيب أي مجتمع هو أن تنتشر فيه قناعات وأفكار تترجمها تعابير ومصطلحات تساهم فقط في ترسيخ الفساد والإحباط والتذمر وعدم الثقة بين أفراد الأمة الواحدة.
ومن هذه التعابير الخطيرة مقولة “كلشي تيشد” وتستعمل في كل تصرف يبرر دفع أو تلقي رشوة على عمل مشروع، من حق الجميع الحصول عليه بدون مقابل، أي عندما تحذر شخصا ما من خطورة قبوله الرشوة كتصرف يهدد مقومات الوطن، فيبرر سلوكه اللاقانوني بإقحام الجميع في نفس الفعل والممارسة، لكي يضفي “المصداقية” على تصرفه الخاص.
ومن التعابير الأخرى التي تشجع على الرشوة والفساد عموما تعبير “راه غير لمالقا ما شد”… فلها نفس المعنى السابق.. وتفعل فعل مفعول السحر في التأثير على مسامع الشباب من مختلف الأعمار والطبقات الاجتماعية وخصوصا إذا لمس فيها التناقض مع طموحاته وآراءه في تغيير الواقع وتحقيق مغرب منصف وعادل.
– ونتساءل: ما الفائدة من مقررات دراسية تنضح بالقيم والمبادئ الإنسانية؟؟ وفي الأخير تقضي عليها تعابير متداولة في الشارع بشكل خطير وسريع؟؟ تشجع على الفساد وتقوية قناعة الإفلات من العقاب عند المفسدين بعبارة :“راه كلشي تيشد ما تخاف والو”…
فالتربية الاجتماعية الفاسدة هي التي تساهم في انتشار مثل هذه المقولات وممارساتها على أرض الواقع وخصوصا إذا وجدت أمنا يزكيها ويدافع عنها كتصرفات وأفعال “طبيعية” لا أثر لها على مستقبل البلاد والعباد..
والأمل في تكنولوجيا الرقمنة التي بدأ أثرها يحرر الكثير من الفئات الشعبية المستضعفة من قيود وضغوط الإدارات وأساليبها الملتوية في التماطل والتسويف التي تغذي تعابير “كلشي تيشد” و “ولاد عبد الواحد واحد”و “شي قهيوة “و “دهن السير يسير” و “قضي غرضك باش ما كان”وغيرها من التعابير والجمل التي تقتل في المهد كل القيم.. ومنها على الخصوص تكافؤ الفرص والعدل والمساواة أمام القانون.
قم بكتابة اول تعليق