إشراقة نيوز: محمد الحرشي
“الله يرحم الوالدين” دعاء عظيم الشأن، رفيع المقام، قوي التأثير على مر السنين في طلب رحمة القلوب وتليين العواطف واستذراف دموع كل من يسمعه ،ترتسم للتو ، أمام عينيه صور الوالدين بأجنحة الملائكة ونور الجنة في الفردوس الدائم .
وكم من حاجة نقضيها نحن المغاربة فيما بيننا بذكر الوالدين والترحم عليهم، وكم من صدقة جارية انشرحت لها الصدور وتقوت بها أواصر جماعة، بالدعاء لأعظم الأحباب إلى قلوبنا ، وكم من إخوة وأخوات حافظوا على لحمتهم وعلاقاتهم بفضل وصايا الوالدين والدعاء لهم في كل مجمع ولقاء ومسجد.
وما عليك إلا أن تنطق بالدعاء السحري حتى تجد كل مغربي (ة) يثب واقفا لمساعدتك في حمل أثقال أو بحث عن عنوان أو ركوب حافلة أو نية زواج أو تحقيق غرض في إدارة ما .
وما لجوء اغلب المتسولين إلى الدعاء للوالدين في استدرار العطف والحنان والشفقة إلا لقوة الأم والأب في وجدان كل مقصود(ة) لتحقيق رد راض وميسور.
ولا نجد الاستعمال اليومي باستعمال الدعاء للوالدين إلا في المغرب، وهو علامة إنسانية عظيمة خاصة بنا نفتخر به أيما افتخار، فهو تعبير وجداني فريد في تحفيز التواصل وتقوية المحبة وقضاء الأغراض بسهولة .
وأتعجب كثيرا من مسؤول في إدارة يسمع الترحم على والديه في مسألة ما، فيقسو قلبه ويشتد غضبه ثم يتعنت بشكل لا نقاش فيه كأن له عاطفة من جلمود، وأحزن كثيرا ويتمزق قلبي عندما أرى مسؤولا ينكل ببائع متجول أو فقير محتاج.
وحزني يعظم حد المرض إذا صدرت القسوة من مسؤول(ة) سلطة بعد سماع الدعاء للوالدين فيتقوى بزيه الرسمي على قلب مكسور وجسد منهوك منتشيا بنياشينه المادية دون أن يرف له جفن أو يتذكر ظهر أمه وعناء أبيه قبل تخرجه من معاهد الدولة .
فالدعاء للوالدين مقدس ومن لا يؤثر فيه مكانه في مستشفى المجانين، ومن لا ينصت له موقعه في مارستان المختلين عقليا، وهو أقوى الادلة على أن المستعمل له مغربي قح وأصيل، وكل رافض له دخيل وذميم .
في حياتنا ننسى بسهولة كل الأدعية وعبارات التحية واللباقة والاستقبال لكن لا ننسى أبدا من دعا لوالدينا في حضورنا أو غيابنا وتبقى ذكراه في مخيلتنا نستحضرها كل حين ومرة باعتزاز إلى يوم الممات .
قم بكتابة اول تعليق