إشراقة نيوز: محمد الحرشي
كثيرا ما نتألم حتى الحزن المرضي حين نسمع أخبارا من كل البلدان عن فرد دخل مخفر للشرطة فوجد العنف بدل القانون وتلفيق التهم بدل الحقائق الواقعية وفبركة الأحداث بدل ذكر ما وقع بالضبط.
فالمرء يحار في تفسير السادية التي يدبر بها بعض الأمنيين وقائع الاعتقال والاستنطاق وإنصاف المظلومين.
فإذا كان أي منتم لأجهزة الأمن لا يطيق حتى النظرة تجاهه ويظنها تنقيصا من شخصه، فنفس السلوك لا يقبله أي فرد كيفما كانت مرتبته الاجتماعية والسياسية والاقتصادية عندما يكون موضع استنطاق أو اعتقال .
فالأصل في القانون هو احترام حقوق الإنسان كيفما كانت الظروف والملابسات، سواء علا شأن المعتقل أو نزل، فالكل سواسية أمام المكلف بالسهر على أمن وسلامة الأشخاص والممتلكات ، وليس عنده من مبرر أن يعرض جسم ونفسية المعتقل للعنف تحت أي مسمى وأي ادعاء .
والغريب في بعض مراكز الاعتقال أن يكون مجموعة من العاملين في أجهزة الأمن على بينة واحدة وموقف واحد تجاه شخص معتقل ضعيف، يتحدون فيما بينهم لتعنيفه بقوة دون أن يلين قلب أحد منهم أو يحس بوخز ضمير كأن الذي أمامهم حشرة من الحشرات، وبالمناسبة أصبحت هذه الكائنات في عصرنا تتمتع بقيمة كبيرة في عالم البحث والتغذية .
فهل أي منتم لجهاز الأمن يقبل أن يتعرض أحد أبناءه أو بناته لمكروه؟ وهل يرضى أن تصفد يداه لأتفه الأسباب ويشبع ضربا على الوجه في واضحة النهار لأنه أراد أن يفسر ويوضح بعض الأمور للمكلف بالأمن؟ .
إن أخطر ما يهدد أي منتم لجهاز الأمن هو ردود الأفعال والمزاجية في تنفيد بنود القوانين التي شرعها الله والإنسان لحماية أي مخلوق من مخلوقاته، وينسى التقيد بكل ما تعلمه أثناء التكوين حول أهمية المحافظة على حقوق الإنسان داخل سيارة الأمن أو في أحد مراكز الإعتقال.
قم بكتابة اول تعليق