الحرشي: هيروشيما أخرى في قطاع غزة: أين الشرعية الدولية ؟

إشراقة نيوز: محمد الحرشي

من المنتظر بعد الأحداث الدامية الأخيرة في قطاع غزة والمستوطنات الإسرائلية أن تعرف منطقة الشرق الأوسط تصعيدا خطيرا يمكن أن يذهب إلى حد إبادة جماعية مثل ما وقع في هيروشيما اليابانية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.

ومن سوف يتحمل المسؤولية التاريخية، البيت الأبيض وحلفاءه التقليديون في اوروبا والمنطقة العربية الذين يستبيحون الدم الفليسطيني كما يستبيحون قنص الحمام في نزهة صيد، فلا يهمهم ما قدمته السلطة الفلسطينية من تنازلات على مدى سبعين سنة من القتل والدمار واقتطاع الأراضي وبناء المستوطنات وتهجير الآلاف من سكان الأرض الأصليين ضدا على قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية.

لا أعداد القتلى من أطفال ونساء وشباب الشعب الفليسطيني والدمار الشامل في المساكن والمؤسسات جعلت سياسة أمريكا والغرب تغير سياستها ضد إسرائيل بتطبيق الشرعية الدولية بل صعدوا من عنفهم وهمجيتهم.

وأساليبهم متعددة يستعمل فيها الإغراء بالمال والتجسس في واضحة النهار والاغتيالات بأحدث التقنيات إلى استعمال الطائرات المتطورة.

فبعد قتل المناضل الكبير المرحوم ياسر عرفات الرئيس السابق للحكومة الفلسطينية بدس السم له رغم أنه من الموقعين على وثيقة السلام مع إسرائيل وما تبع ذلك من مفاوضات مستمرة على مدى العقود الثلاث لم تسفر التنازلات المستمرة للحكومة الفلسطينية سوى عن غرور الحكومة الإسرائلية وعجرفتها في التنكيل بهم بكل الوسائل وفي كل الظروف، والعالم يتفرج ويصفق.

كان متوقعا أن تحدث المأساة ويسقط ضحايا كثر من الشعبين الفلسطيني والإسرائلي فكلاهما مخلوقات ربانية فيها الروح والإحساس وليس كما قال أحد كبار حكومة نتنياهو بأن الفلسطينيين هم حيوانات ولا يمكن معاملتهم معاملة البشر.

فالحل في يد إسرائيل وهو أقرب إليها من حبل الوريد وذلك بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية عبر تسليم المستوطنات إلى الحكومة الفلسطينية والإنسحاب إلى حدود ما بعد 67 واحترام الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية وإطلاق الأسرى أي فك الدولتين بشكل كامل لا رجعة فيه تكون فيه سيادة كاملة للشعب الفليسطيني على أراضيه..

أما استمرار إسرائيل فيما عليه من غطرسة وعنف واستخفاف بالشرعية الدولية وظنها بأن قنبلة ذرية ثانية على رؤوس الشعب الفليسطيني سوف ينهي المشكل فهو تهور خطير، مآله دمار العالم كله..

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.