إشراقة نيوز: محمد الحرشي
كنت لا أحب نشر الغسيل
أو الاقتراب من آلة الغسيل
أشتري فقط صابون الغسيل
الآن أمنع زوجتي
من غسل الملابس
وصعود الأدراج بالغسيل
ونشر الغسيل
رياضتي المفضلة هي الغسيل
صوت آلة الغسيل يستهويني
رغم تراجع سمعي
أصعد الأدراج بالغسيل
أنسى مفاصلي وعظامي
أقطع الطوابق بأشق الأنفاس
تتضاعف مع دقات قلبي
وفوق السطوح
وزقزقات الطيور
أنسى دقات قلبي
وعام ميلادي
اسمع شدوها فوق رأسي
على لاقطات الذبذبات
تعلمني العيش
ترشدني إلى جمال الكون
بعد الستين
كنت لا أحب ركوب الطرامواي
أكره أن يقول لي أحد الركاب
تفضل يا جدي
تفضل يا عمي
هيا اجلس!؟
فأنت الأولى
كرسي فوق كتفي
ينقذني من الرد
يحميني من كلمة جدي
أو عمي
أضع حقيبة أوراقي
أمام صدري
وانا أمشي نحو البحر
حتى لا يتقوس ظهري
أطقطق كعب حذائي
فوق الرصيف الأسمنتي
ما زلت امشي
على أديم الطرقات
مثل غيري
أرفع صوتي
أثناء الشراء
لأقنع كل من حولي
أني مفوه بلساني
أتقن الشرح والكلام
وفي الصباح الجميل
أنحني رغم آلام ظهري
أجمع الأزبال في الشارع
لأبرهن عن صغر سني
كنت لا أحسب أجرتي
أنفق فوق قدرتي
الآن أتتبع أجرة تقاعدي
أضبط استهلاكي اليومي
كنت أسبح لوحدي
في البحر العرمرم
لا أخاف الموج العالي
والآن أسبح قرب الشط
مع صغار الأمواج
قرب الصغار
ومنقذ السباحة
أعاند الجميع
أحاول استرجاع شبابي
وفي المساء
الغسيل ينتظرني
الأدراج تنتظرني
وإلاعاقة تنتظرني
والقفة تنتظرني
ما بعد الستين
لا تتوقف الأيام والليالي
يتشابك الليل بالنهار
ويستمر العيش الجميل
مع الأسرة والأحفاد
بالتفاؤل والصبر
في انتظار
القادم من الأيام
قم بكتابة اول تعليق