
إشراقة نيوز: سمير الرابحي
تعتبر ظاهرة التسول من بين المشاكل الاجتماعية التي تتخبط فيها العديد من المدن المغربية، حيث تنتشر بشكل ملحوظ في الشوارع والأزقة وأمام المساجد والمحلات التجارية. وتتفاقم هذه الظاهرة مع مرور الوقت، مما يستدعي تسليط الضوء عليها ومحاولة فهم أسبابها وتداعياتها.
تشير الإحصائيات إلى أن عدد المتسولين في المغرب يقدر بالآلاف، وتتنوع فئاتهم العمرية والاجتماعية. فمنهم الأطفال الذين يتم استغلالهم من قبل شبكات منظمة، ومنهم النساء اللواتي يضطررن إلى التسول لإعالة أسرهن، ومنهم كبار السن الذين يعانون من الفقر والعوز.
وتعتبر الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة متعددة ومتشعبة، من بينها الفقر والبطالة والتهميش الاجتماعي. كما أن هناك شبكات منظمة تستغل الأطفال والنساء في عمليات التسول، مما يزيد من تعقيد المشكلة.
وتتسبب ظاهرة التسول في العديد من المشاكل الاجتماعية والأمنية، حيث تساهم في تشويه صورة المدن وتعيق التنمية الحضرية. كما أنها تؤدي إلى تفكك الأسر وتدهور الأوضاع الصحية والنفسية للمتسولين.
ورغم الجهود التي تبذلها الحكومة المغربية لمكافحة هذه الظاهرة، إلا أنها لا تزال مستمرة في الانتشار. ويتطلب التصدي لهذه المشكلة مقاربة شاملة تأخذ في الاعتبار الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والنفسية.
إن ظاهرة التسول في المغرب تشكل تحدياً كبيراً يتطلب تضافر جهود جميع الأطراف المعنية، من حكومة ومجتمع مدني وأفراد، للحد منها والعمل على إيجاد حلول مستدامة لها.
قم بكتابة اول تعليق