سيدي سليمان: المتأسلمون من رجال التعليم قاسمهم المشترك التهافت على الريع وأكل المال العام…

إشراقة نيوز: بوسلهام الكريني

كثيرون من يتشدقون بالتدين والتأسلم، والإسلام بريء من مثل تصرفاتهم، خاصة أولئك الذين ينتسبون إلى الحقل الديني والدعوي، شرطهم التحلي بجلباب أبيض وبضع شعيرات يلتحون بها لارتقاء منبر، يتهافتون على التعويضات، والأجور الدنيوية، فلا شيء في سبيل الله، كما يعتقد العديد من المواطنين وكما كانوا يفعلون أول مرة عندما انخرطوا في مجال الدعوة، خاصة أولئك الذين هم في غنى عنها بل ويزدوجون بالمهام، فبأي حق يتقاضون تلك الأجور وهم لا يعملون فيها شيئا… وليس في حديثي شيء عن الأئمة البررة الموقوفين في سبيل الله لا معاش لهم سوى تلك الدراهم التي يجود بها المحسنون عليهم وفي بعض الأحيان الوزارة الوصية..

أليس هذا أكل للسحت يا رئيس المجلس؟؟

غالبية “الدعاة” أعضاء المجلس العلمي المحلي بسيدي سليمان من رجال التعليم، ازدواجية المناصب: رجال الدين والتعليم، القاسم المشترك بين هاتين المهمتين هو التهافت على الريع وأكل مال بلا حق وهم الذين يدعون إلى التورع والتنزه في المأكل والمشرب، لسان حالهم اتبعوا أقوالي ولا تتبعوا أفعالي، وهم الذين يخلفون رسول الله في محراب المناجاة، فكيف سنثق فيهم وفي أقوالهم.. بل وقد استفاد رئيس المجلس المحلي من التفرغ من التعليم وكان يتقاضى أجره كاملا من وزارة التعليم بلا عمل يقوم به وقد ورد في كتاب ربنا قوله جل في علاه: « قالوا يا ذا القرنين إن ياجوج وماجوج مفسدون في الأرض، فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا » فشرط الخرج والأجرة أن يعمل ويجعل السد بين هؤلاء القوم وبين ياجوج وماجوج..

وقال رسولنا الكريم ﷺ: “أد إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك”..  فشرط الأجرة و”الصالير” أن يعمل المرء ويؤدي ما على عاتقه من واجب حتى يتحرى الحلال في مطعمه ومشربه وملبسه فيكون مستجاب الدعاء.. وإلا سيذهب دعاء الجمعة هباء تذروه الرياح..

ومن هؤلاء الدعاة من يرتقي المنبر دون تكوين أكاديمي ولا حتى تكوين عملي في مجال الخطابة والدعوة، بل ولج هذا المجال من باب الزمالة التعليمية أو الحزبية..

يدَّعون النزاهة والحياذ وهم الذين كثيرا ما دعوا إلى حزب العدالة والتنمية، فمنهم من ترشح باسمه، ومنهم من ناضل في صفوفه مباشرة أو بطريقة غير مباشرة عن طريق الأجنحة الدعوية لهذا الحزب، فكثيرون من كانوا أعضاء في جمعية النور وجمعية الرسالة وجمعية الأمانة وجمعية الإمام مالك وأيضا حركة التوحيد والإصلاح ليُستقطبوا مباشرة إلى مؤسسة المجلس العلمي المحلي بسيدي سليمان، بلا انتقاء وهم يدافعون عن بعضهم البعض، هدفهم تقاسم الغنيمة والحصول على تلك الرواتب والتعويضات الشهرية بغير حق…

وإذا كان الانتماء إلى الأحزاب أو الجمعيات يمنع الدخول إلى الحقل الدعوي فيجب أن يشمل هذا المنع جل الأئمة وأعضاء المجلس العلمي المحلي ورئيسه.. (ولعل القارئ يظن أن كتابة هاته السطور من باب الحسد أو بدافع الغيرة من هؤلاء القوم، فلا حسد في حرام ولا غيرة على شيء زهدنا فيه منذ كنا معهم في نفس الميدان، وكنا ننتقد تلك التصرفات اللامسؤولة، وخاصة الميز والانحياز إلى رجال التعليم)..

ولا يستغني عن ذلك إلا من رحمه ربه…

إن الحقل الديني والدعوي في إقليم سيدي سليمان مقتصر فقط على فئة واحدة قاسمها المشترك هو الطباشير وليس التبشير وكأن الدعوة إلى الله لا يجيدها إلا رجال التعليم.. أليس في سيدي سليمان أطباء ملتزمون أمثال الدكتور الحاج رشيد العنبوري قمة في الورع والتقوى وكفاءة مهنية جد عالية والتزام في العمل قبل أن يحال على التقاعد، أليس له الحق أن يكون عضوا في المجلس العلمي، كذلك الدكتور ادريس الزبير الطبيب المثالي والملتزم دينيا وأخلاقيا ومهنيا، وذي كفاءة جيدة في مجاله الطبي، ويُشهد له بنظافة اليد والنزاهة في العمل والخلق طيلة مدة خدمته، وقد يكون هذان الطبيبان في غنى عن تلك الغنيمة التي يتهافت عليها (الخوانجية)…

أليست مؤسسة المجلس العلمي في حاجة إلى أطباء ومحامين ورياضيين ومحاسبين وأساتذة جامعيين وتجار، ليكون التناسق والتناغم في أداء الواجب العملي والعلمي والدعوي كل من اختصاصه وموقعه؟؟ وقد كان هناك استثناء وحيد في المجلس الحالي وقد تم عزله، ليعوض برجل تعليم…

فكيف للمعلم أن يفتي في الدين وفي القانون وفي المحاسبة وفي الطب وفي التاريخ وكأن أعضاء المجلس أضحوا عمر بن الخطاب وهو الذي كان رضي الله عنه لا يفتي فيما لا يعلم؟؟

أليس هذا ضرب في مصداقية وصورة رجل الدين والدعوة وتشويه لصورة ديننا الحنيف؟؟

هذا، وقد تداول، في الأيام الأخيرة، بعض رواد فضاء التواصل الاجتماعي الفيسبوك ، منشورا عن صفحة المجلس العلمي المحلي لسيدي سليمان لإحدى عضوات هذا المجلس تشارك في نشاط ثقافي بقاعة التفتح بمدرسة الشهيد رشدي عبد الكريم بسيدي سليمان حيث كانت محط استغراب وانتقاد لمحاولة هذه العضوة الجمع بين عدة مهام (مهن مدفوعة الأجر) قد يعجز عن أداءها الرجال (الذكور) فتحية عالية لهذه المرأة الفولاذية التي استطاعت أن تجمع بين مهمة إدارة مدرسة الشهيد رشدي عبد الكريم وإدارة مركز التفتح الأدبي والفني الأجيال الصاعدة وعضوية المجلس العلمي المحلي وعضوية جمعية التعاون المدرسي الإقليمي..

وقد تساءل المتتبعون عن سبب احتكار كل هذه المهام من طرف شخص واحد (امرأة) إضافة إلى إدارة بيتها.. فبالتأكيد لن يتم التوفيق بين كل هذه المسؤوليات، ليبقى المتضرر الأكبر من هذا العبث هو تلاميذ المدرسة العمومية، علما أن 99 بالمئة من رجال التعليم يَدْرُسُ أبناؤُهم في المدارس الخصوصية.. وقد طالب هؤلاء المتتبعون بوضع حد لهذا التسيب في إسناد المهام..

فأين تلك النقابات التي تدافع عن حقوق رجل التعليم ، ألا تطلب منه أداء واجبه؟

من جهة أخرى، توصلت جريدتنا إشراقة نيوز بنسخة من شكاية تقدم بها عدد من المصلين إلى المندوب الإقليمي لوزارة الشؤون الدينية بسيدي سليمان ورئيس المجلس العلمي المحلي يطالبون فيها بتغيير إمام الجمعة بالمسجد العتيق الذي لا يجيد فن الخطابة والتفسير حسب قولهم، وأنهم يعانون كثيرا من التنقل إلى مساجد أخرى بعيدة.. ولعل المندوب الجديد تكون له كلمة في الموضوع باتخاذ الإجراءات اللازمة لإنصاف هذه الفئة من المصلين ورفع الضرر عنهم…

وجدير بالذكر، فقد كان مبرمجا في المسجد العتيق بعض دروس الوعظ خلال شهر رمضان بين العشاءين، أيام الإثنين والخميس والسبت ولم يحضر من الأساتذة الدعاة الأفاضل الأجلاء سوى واحد مرة واحدة في غير موعده.. ولعل هذا إخبار منا إلى المسؤول عن “شكارة” الدولة حتى يتحرى الأمر قبل صرف تلك التعويضات الرمضانية بتقارير قد تكون زائفة..

فإن وقع هذا، أليس أكل للمال العام بالباطل يا دكتور البقالي؟؟

كفى من تنزيه وتزكية “الفقيه” فربما يكون أشد خبثا وأبعد من رحمة الله من ذاك العبد العاصي الذي لا يَنْصُبُ ولا يَنْهَبُ باسم الدين والتدين… فليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي…

وللأسف فإن أبا سعد (صاحب الدجاجة) لن يتمكن من مسح مقالنا كما فعل حين مسح تعليقنا من على صفحة المجلس العلمي المحلي على الفيسبوك..

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.