كشف وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي سعيد أمزازي أمس الجمعة بالرباط عن أن العدد الإجمالي للتلاميذ والطلبة والمتدربين برسم الموسم 2019-2020 بلغ تسعة ملايين و898 ألف.
وأبرز أمزازي في ندوة صحفية خصصت لتسليط الضوء على مستجدات الدخول التربوي 2020 -2019، أن هذا العدد موزع بين 8 ملايين و208 ألاف تلميذة وتلميذ، 86 في المائة منهم مسجلون في التعليم العمومي ، وما يفوق 680 ألف متدربة ومتدرب بالتكوين المهني، منهم 311 ألف متدربة ومتدرب جديد بنسبة تطور 5.3 في المائة، وما يناهز مليون و10 آلاف طالبة وطالب، يمثل الإناث 49 في المائة منهم.
وسجل الوزير خلال الندوة الصحفية، التي عرفت حضور السيدين خالد الصمدي، كاتب الدولة في التعليم العالي، ومحمد الغراس كاتب الدولة في التكوين المهني، أن العدد الإجمالي للطلبة عرف تطورا بنسبة 5.1 في المائة مقارنة مع السنة الماضية، فيما بلغ عدد الطلبة الجدد برسم هذا الموسم 282 ألف بزيادة قدرها 10.5 في المائة مقارنة مع السنة الماضية.
وتفعيلا للبرنامج الوطني لتعميم وتطوير التعليم الأولي، يضيف الوزير، ارتفع عدد المسجلين بالتعليم الأولي هذه السنة ليصل إلى 820 ألف تلميذة وتلميذ، موزعين بين التعليم العمومي ب 192 ألف و 400 مستفيدة ومستفيد، وبين التعليم الخصوصي ب 190 ألف و500 والتعليم التقليدي ب 437 ألف و 600، حيث تم تسجيل حوالي 73 ألف من التلاميذ الجدد في التعليم الأولي العمومي.
ويتوقع فتح 6000 قسم إضافي، بمساهمة شركاء الوزارة، وكذا تكوين 20 ألف من المربيات والمربين . كما يتوقع أن تصل نسبة التمدرس بالتعليم الأولي إلى 59 في المائة خلال الموسم الدراسي 2019-2020.
وتابع المسؤول الحكومي ان الوزارة قد سخرت لاستقبال التلاميذ 11ألف و228 مؤسسة تعليمية، منها 133 مؤسسة تعليمية جديدة بما فيها 9 مدارس جماعاتية، حيث شرعت هذه الأخيرة في استقبال التلاميذ بمناسبة الدخول المدرسي، على أن يتم فتح 20 مدرسة جماعاتية خلال هذا الموسم.
كما سخرت لاستقبال المتدربين، يضيف السيد أمزازي، 692 مؤسسة للتكوين المهني العمومي، من بينها 377 مؤسسة تابعة لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل منها 12 مؤسسة جديدة، وقامت بتأهيل ما يقارب 1852 مؤسسة تعليمية وتعويض 1572 حجرة من البناء المفكك.
وبالنسبة للطلبة، أشار الوزير إلى أنه تم استقبالهم في 219 مؤسسة جامعية بالقطاع العمومي، منها 17 مؤسسة جديدة، مسجلا، في هذا الصدد، ان الوزارة عبأت ما يناهز 263 ألف و335 أستاذة وأستاذا منهم 15 ألف أستاذة وأستاذا جددا بقطاع التعليم المدرسي و20 ألف و829 أستاذا للتعليم العالي و21 ألف و380 مكونة ومكونا بالتكوين المهني.
وأكد السيد الوزير أنه تم اتخاذ كافة التدابير لانطلاق الموسم التربوي في أحسن الظروف، وذلك من خلال تعزيز برامج الدعم الاجتماعي لفائدة التلاميذ والطلبة والمتدربين، حيث فاق عدد المستفيدين من المبادرة الوطنية « مليون محفظة »، أربعة ملايين و463 ألف تلميذة وتلميذا، تمثل الإناث منهم 46 في المائة، وما يفوق مليون و596 ألف مستفيدة ومستفيدا من محفظة كاملة تحتوي على الكتب واللوازم المدرسية، تمثل الإناث منهم 46 في المائة، بكلفة إجمالية تقدر ب 484 مليون درهم.
كما تم فتح 12 داخلية جديدة في وجه التلاميذ، ويرتقب أن يستفيد حوالي مليون و570 ألف تلميذة وتلميذا من خدمات الإطعام المدرسي والداخليات، تمثل نسبة الإناث منهم 50 في المائة، مضيفا ان عدد المستفيدين من النقل المدرسي ارتفع ب 14 في المائة مقارنة مع السنة الماضية، ليصل إلى 308 ألف و281 مستفيدة ومستفيدا، نسبة الإناث منهم 48 في المائة.
وأورد أنه تم الرفع أيضا من عدد المستفيدين من برنامج « تيسير » للدعم المالي المشروط للأسر، ليصل عدد التلميذات والتلاميذ ما يناهز مليونين و440 ألف مستفيدة ومستفيدا، تمثل الإناث من هذا المجموع ما يناهز مليون و146 ألف و800، مشيرا إلى أنه تمت تغطية جميع الجماعات القروية بالنسبة للابتدائي وجميع الجماعات القروية والحضرية بالنسبة للثانوي الإعدادي، وذلك باعتماد بطاقة « الراميد » في استهداف المستفيدين.
وذكر السيد الوزير أن قطاع التكوين المهني قد تعزز ب 132 داخلية تأوي حوالي 19 ألف متدربة ومتدربا، منها أربع داخليات جديدة، فيما بلغ عدد الممنوحين من المتدربين والمتدربات ما يقارب 70 ألف ممنوحا، مقابل 35 ألف السنة الماضية، ومن الطلبة الجامعيين حوالي 382 ألف طالبة وطالبا.
وأضاف أن عدد الأحياء الجامعية والداخليات بلغ 32 وعدد الإقامات الطلابية الخاصة 32 أيضا، حيث استفاد من خدمة الإيواء بها ما يناهز79 ألف و400 طالبة وطالبا، تشكل نسبة الإناث منهم 61 في المائة، مشيرا إلى ارتفاع عدد وجبات الإطعام المقدمة هذه السنة لتبلغ 15 مليون وجبة، بنسبة زيادة 5.5 مقارنة مع السنة الماضية، فضلا عن تجويد خدمات الأقسام الداخلية والمطاعم المدرسية.
وأبرز السيد سعيد أمزازي أن أهم المستجدات التي طبعت الدخول التربوي 2019-2020، تتمثل في مواصلة تعميم وتطوير التعليم الأولي، وتفعيل البرنامج الوطني للتربية الدامجة لفائدة الأطفال في وضعية إعاقة، الذي أعطيت انطلاقته الرسمية يوم 26 يونيو 2019، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وأكد في هذا السياق، أن الوزارة تتطلع في غضون هذا الموسم لبلوغ نسبة 20 في المائة من تغطية المؤسسات التعليمية لأقسام التربية الدامجة فضلا عن تعزيز شبكة مدارس الفرصة الثانية من الجيل الجديد، والتي تروم بالأساس إعادة التمدرس والتأهيل المهني لغير المتمدرسين أو المنقطعين عن الدراسة، من خلال فتح 30 مدرسة على الصعيد الوطني.
كما تميز الدخول التربوي، حسب المسؤول الحكومي، بتفعيل برنامج « رياضة ودراسة »، حيث تم إحداث ثانوية الرياضيين بجهتي طنجة تطوان الحسيمة والدار البيضاء سطات واللتين احتضنتا الفوح الأول من هذا المسلك خلال الدخول المدرسي الحالي.
وعلى مستوى النموذج البيداغوجي، يقول السيد أمزازي، همت مستجدات المناهج الدراسية برسم الدخول المدرسي 2020 ـ 2019، تجديدات في مواد اللغة العربية و اللغة الفرنسية و الرياضيات و النشاط العلمي والاجتماعيات بالنسبة للمستويين الثالث والرابع من التعليم الابتدائي.
وأضاف أنه تم العمل على إقرار نظام ناجع ونشيط للتوجيه المدرسي والمهني والجامعي برسم هذا الموسم، من خلال إطلاق آليات جديدة للتوجيه تأخذ بعين الاعتبار قدرات وميولات المتعلمين، وذلك بجعل التوجيه المدرسي والمهني والجامعي مكونا إلزاميا لمشروع المؤسسة حيث سيتم في هذا الصدد إقرار المشروع الشخصي للمتعلم بالابتدائي والثانوي ومأسسة وظيفة » الأستاذ الرئيس » لمواكبة المتعلمين في مسارهم الدراسي.
وأشار المسؤول الحكومي إلى أنه سيتم وضع نظام وطني موحد ومندمج للتوجيه ما بعد البكالوريا، فضلا عن تعزيز وتشجيع حاملي البكالوريا على التوجيه نحو المسارات المهنية، والزيادة في عدد ممنوحي التكوين المهني وتمكين المتدربين وطلبة التعليم العالي الخاص من الحصول على شهادات وديبلومات معترف بها من طرف الدولة.
وقال إن هذه المستجدات همت كذلك تنويع العرض الجامعي وتوسيعه وملاءمته مع متطلبات سوق الشغل، وكذا الرفع من عدد المقاعد البيداغوجية المتبارى بشأنها بمؤسسات التعليم العالي ذات الاستقطاب المحدود واعتماد منصة القبول الإلكتروني الموحد لحملة البكالوريا ( www.tawjihi.ma ) لولوج المدارس العليا للتكنولوجيا وكليات العلوم والتقنيات برسم الدخول الجامعي 2019-2020، وذلك في أفق تعميمها على باقي مؤسسات التعليم العالي ذات الاستقطاب المحدود، فضلا عن إرساء آليات للرفع من قابلية تشغيل خريجي التعليم العالي وتطوير استخدام تكنولوجيا الإعلام في التعليم العالي.
وأكد أن منظومة التربية والتكوين تحظى بمكانة خاصة وبالأولوية، لدى صاحب الجلالة الملك محمد السادس وهو ما جسده إشراف جلالته، يوم الخميس المنصرم، على إعطاء الانطلاقة الرسمية للدخول التربوي والذي يختزل دلالات رمزية قوية، تعكس العناية السامية التي يوليها جلالته لكل مكونات المنظومة التربوية وعزمه القوي والراسخ، على تطويرها وتأهيلها باعتبارها أساسا للتنمية ومحفزا للارتقاء الاجتماعي.
وأبرز، بالمناسبة، أن الدخول التربوي الحالي، الذي يحمل هذه السنة شعار: « من أجل مدرسة مواطنة عادلة ودامجة »، يأتي في سياق خاص وهو الشروع في تنفيذ مقتضيات القانون- الإطار 51.17 المتعلق بإصلاح منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، والذي سيمكن المنظومة التربوية من آلية تشريعية ملزمة للدولة والأسرة وهيآت المجتمع المدني والفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين وضامنة لاستدامة الإصلاح، وكذا في تفعيل خارطة طريق تطوير التكوين المهني عبر إحداث مدن المهن والكفاءات، التي من شأنها تحسين قابلية تشغيل الشباب واندماجه في سوق الشغل.
و جدد الوزير دعوته لكل الفاعلين التربويين وعموم شركاء المدرسة المغربية، إلى مواصلة الانخراط في جهود الإصلاح بنفس تعبوي تعاقدي، يجدد ثقة الأجيال في مدرستهم ويجعلها مدرسة منصفة وذات جودة ومساهمة في الارتقاء الفردي والجماعي ومؤهلة لتصبح بذلك قاطرة لإنجاح النموذج التنموي الجديد للمملكة.
قم بكتابة اول تعليق