الدكتورة وادي تكتب: “قلق الموت” رد فعل “متوقع” أمام الوضعية الوبائية

بقلم الدكتورة خديجة وادي:

دكتورة في علم النفس وأستاذة جامعية بكلية ابن طفيل بالقنيطرة

 

إن القلق عموما هو انفعال كغيره من الانفعالات من قبيل الكآبة أو الفرح، فهو لا يشكل في حد ذاته اضطرابا مرضيا، و يمكن تعريفه بالنظر إلى ما يميزه، كما يتحدد كخوف من دون موضوع واقعي يثير هذا الخوف، يظهر على إثر أحداث تعتبر صعبة، فيؤدي إلى الشعور بانعدام الأمان. و لعله الأمر الواضح ضمن الوضعية الوبائية.

ويتحول القلق إلى معطى مرضي عندما يستعصي التحكم فيه، ويعبر  بشكل عميق ضمن التحليل النفسي عن فقدان موضوع الحب خصوصا ضمن علاقة المولود الجديد بأبويه، نفس الاتجاه رأى السلوكيون بأن القلق يظهر على إثر التعرض لصدمة نفسية مثل الحوادث، الصراع، الفشل…

من البديهي أن يظهر القلق كمكون من مكونات “الاكتئاب”، لكن الأمر لا يقف عند هذا الحد إذ يعتبر مؤشرا دالا ضمن الإضطرابات النفسية “العصابية”من قبيل “عصاب القلق”، “الهستيريا”، “الخواف”، “الوسواس”… وتجده حاضرا كذلك ضمن الإضطرابات الذهانية، كما في حال “العظام”؛ و المراق، إلى جانب كونه من المؤشرات المرضية الدالة على وجود بعض الأمراض الجسدية مثل: الذبحة الصدرية، اضطرابات الجهاز التنفسي من قبيل ضيق التنفس و الربو… الاستعمال الكثير لبعض الأدوية، أو استئصال بعض الخلايا السرطانية التي قد تكون متضخمة… اضطرابات الجهاز الهضمي… بل يتعلق الأمر في حالة الأوبئة و الحروب بخوف كبير يفرز ردود أفعال غريبة و غير متوازنة خصوصا عند حالات الحضر.

ومن المؤشرات الدالة على وجود حالة القلق نذكر ثلاث مظاهر:

– الإحساس القبلي بوجود خطر غير محدد، مع عدم وجود موضوع لهذا الخوف.

– ظهور بعض الانفعالات مثل: الإحساس بالاختناق، الكرة الحلقومية ، الارتعاش تصبب العرق، جفاف الحلق، الدوار، اضطرابات الإخراج…

– الإحساس بالعجز أو الضعف أمام التهديد.

وكل مؤشر من هذه المؤشرات يساهم بشكل أو بآخر في عسر الحياة بالنسبة للحالة، فمثل هذه العوامل تجعل هذا الأخير ينفعل بسرعة دون سبب واضح أو يسير لمدة طويلة دون هدف أو على النقيض من ذلك، قد يتسمر في مكان واحد دون إبداء أية حركة ! وقد تستمر  هذه الحالة لمدة ساعة أو ساعتين، لكن إذا ما لاحظنا استمرار هذه الحالة لمدة طويلة آنذاك سنكون أمام ما يسمى “بعصاب القلق” «([1]).

هذا فيما يتعلق بالقلق عموما، أما قلق الموت، فهو قلق قد يكون لاشعوريا وبالتالي يرتبط بدافع التدمير أو الموت “Thanatos” وقد يغطي مجال الوعي بأسره فيتحول إلى حالة خوف مرضي يحاصر الحياة، وإلى شبح يقض مضجع الأحياء، » و يقر “مونتاني” في “مقالات” بأن الخوف من الموت قد عذبه طويلا حتى حينما كان في كامل صحته، مما جعله يؤكد “بطلان الوضع الإنساني”، فالموت قدر الأحياء، و لأن الموت يتهددنا في كل لحظة فما الذي يمكن للمرء فعله إزاء تسلط هذه الفكرة، وإزاء الآثار المترتبة عن الخوف منه ؟ إن على المرء أن يتعلم التعايش مع هذه الفكرة، لقد كان لاطلاعه على الفلسفات القديمة وخاصة “سيشرون” و”سنيك” طريقا لتعلم كيفية مقاومة خشية الموت والاحتضار، ذلك أن: “التفلسف هو أن تتعلم كيف تموت “ويعلم “مونتاني” تمام العلم المزايا التي سيمنحنا إياه تقبل الموت : ”إن من يفهم أن الناس يموتون يفهم كيف يعيشون  و”من يتعلم عدم الخوف من الموت ينسى العبودية… و من يعرف أن الحرمان من الحياة ليس شرا سيعرف كيف يتعلم الحياة“ .

لكن هذا التفكير عرف تغيرا فيما بعد، فقد أدرك بأن الاستعداد الدائم  للموت لا يحل شيئا من هذه المعضلة القلق الكبير الذي يغلف وعينا بها، إذ لا يستطيع المرء أن يعيش في حالة استفزاز دائم، فقد رأى بأن “الاستعداد للموت قد خلق لديه من الاضطراب ما يفوق ما خلق الموت ذاته”، فماذا عن هذا الخوف من الموت؟

يقول: “لم يحدث أبدا أن رأيت مزارعا يمعن التفكير في الطريقة التي سيقضي بها ساعته الأخيرة فالطبيعة تعلمه ألا يفكر فيها إلا عندما يموت بالفعل… أيتعين أن نقول بأن البلاهة هي التي تمنحه صبره إزاء الشرور القائمة ولامبالاته حيال حوادث المستقبل؟ لئن كان الأمر كذلك، فدعنا جميعا نتعلم من البلاهة»([2]).

فمن داخل الفضاء الذي نتواجد فيه، وعبر ما نحمله معنا من تمثل، نتعرض في كل لحظة لقانون السيولة (سيولة الزمان، المكان، الجسد…)؛ هناك أشخاص عبروا حياتنا واندثروا، وآخرون انبعثوا في لحظة فأصبحوا يشكلون جزء من وجودنا الذي نعتقد جدلا بأنه وجود حي، فتعاملنا مع هذه الأشياء، وهؤلاء الأشخاص يحيل بالضرورة إلى طبيعة علاقتنا مع الموت، إننا بهذا المعنى نواجه الموت النسبي في كل آن، ونحن وسط هذا كله نبحث عن السكينة والاطمئنان.

لابد من القول بأن الانشغال، طيلة هذه السنوات، بموضوع قلق الموت يشكل عنصر غرابة، بل وفرض معه انجذابا خاصا نحو الرؤية التحليل نفسية، التي أسهبت كثيرا في تناوله، و من أجل وضع تأسيس فعلي ارتأيت أن أعتمد رؤية إكلينيكية، فإذا كانت دراسة “العصابي” قد جعلت “فرويد” يؤكد على أولوية “دافع الموت”، فهل يمكن القول بأن قلق الموت وحده قادر على أن يفجر العصاب؟ هذا القلق الذي قد يظهر من خلال تمثل خاص حول الموت.

عن هذا الإشكال تتفرع إشكالات  أخرى جزئية ألا وهي:

– هل يمكن أن نجد لدى “العصابي” بعض المتمثلات التي تقلص من حدة الصراع و بالتالي تقلص حدة القلق النفسي؟

– إذا كان “العصابي” محكوم بالصراع، وإذا كنا – حسب اعتقاد “فرويد”  “عصابيون، لكن بدرجات”، فهل من الضروري أن نعيش قلق الموت وبالتالي الصراع؟ ألا يمكن أن نجد منفذا يجعلنا نصالح الموت؟

بعد وضع فرضيات منسجمة مع الإشكالات  اخترنا  حالات عصابية غنية بإحالاتها حيث سجلت حدة الصراع الأوديبي و تبين بالملموس بأن الرغبة في الانفلات من الاضطراب لا يمكن أن تتيسر إلا بمرور سلس عبر مراحل الجنسية الطفلية و هي الطريقة الوحيدة لضمان السواء النفسي كما أبدى كل أفراد العينة قلقا زائدا اتضح جليا من خلال تمثلاهم للجسد ثم الزمان و المكان، خصوصا حينما طلب منهم الحديث عن الموت في علاقتها بالحياة. فإذا كانت الحياة موضوع معرف،كما يعتقد غالبا، فالموت باعتباره موضوع ميتافيزيقيا ينفلت من كل معرفة يقينية. إنه مجال مفتوح للتمثل وعبره قد تظهر جميع هواجسنا اللاشعورية بل والشعورية أيضا؛ كما أنه مجال للخيال و الخوف من المجهول.

بهذا اكتشفنا – وبالملموس –علاقة “معقدة” و”غريبة” مع الموت، وهو ما يبرر سقوط أفراد العينة في القلق الزائد اتجاهه، و يجعل الشخصية تنهار أمام قوة الصراع و ترزح تحت وطأة العصاب، فما الذي يميز هذه المتمثلات عن تلك التي يحملها الشخص “السوي”؟

يتأكد الأمر لدى “نعيمة” (وهي من الحالات التي عانت من عصاب القلق) فالخوف من الموت وجد حلا له في التقمص، و يبدو أنها فكرة مستمدة من الديانة البوذية، حيث تحتفظ الروح بوجودها في العالم عبر اختراقها لأجساد جديدة إنسانية أو حيوانية أو حتى نباتية. لكن فضيلة لديها ملامح جد خاصة تميز هذا القلق، فهي تخشى انسياب الزمان الذي لا تستطيع التحكم في دواليبه، كما تعيش الرعب منه لأنها تراه خطرا يتهدد حياتها، وبسبب هذا الرعب من الموت انقطعت “فاطمة ب” عن السفر إلى مكان آخر، حتى وإن كان هذا المكان هو بيت الأهل، فالموت ربما ينتظرها هناك (حسب اعتقادها).

إن الموت بهذا المعنى شبح يطارد الأحياء، لهذا فهند ترى بأننا يجب أن نستحضره دائما، لأننا لا نعلم زمن قدومه.و عبرت الحالات الهستيرية عن نفس القلق، فهو لدى “سكينة” و”فرح” و”هدى” مصدرا للعذاب وللألم، لأن الموت يحمل معه العقاب بل إن “منال” تعتبره نتيجة للعين الخبيثة التي يجب مواجهتها عبر طقوس سحرية معينة. من خلال هذه المواقف يبدوا بأن هؤلاء الأشخاص يبحثون عن مبرر للقلق بعيدا عن مصادر الصراع الحقيقية، أي بعيدا عن ملامح العلاقة “الأوديبية” التي تجعل الابن يتمنى موت الأب، بعدما أعدم هذا الأخير وجوده بشكل رمزي.

هو إذن تمثل يعلن عن الخوف من الموت، بل إن الموت هو عدو الحياة، وسنلاحظ لدى”الوسواسي” نفس القلق فسواء تعلق الأمر ب”هشام” أو “شال” أو حتى “آدم” فالخوف من الموت حاضر في كل مكان يتعقب حركاتهم وسكناتهم، إنه تارة يظهر من خلال المجهول الذي يطاردهم وتارة أخرى يأخذ هذا المجهول ملامح قوى خفية تعبر عن الذات والآخر (لأنه مصدر الشر) وقد يكون هذا الآخر هو المرأة؛ كما عبر عن ذلك “مراد”، أما الموت في موقف آخر، فهو نهاية للألم، نهاية للشرور التي تصيب الإنسان في هذه الحياة الدانية المليئة بالأحقاد، ولا مفر من البغضاء التي قد تطال الإنسان حتى في عقر داره إلا بالموت.

إن الحالات التي تم استقراؤها تظهر ملامح الصراع على أشده، وهو صراع يخنق حياتهم الوجدانية من داخل بنية أسرية تعمد إلى تأجيجه، الشيء الذي قد يعصف بكل إمكانيات التسوية النفسية، هناك دائما ضمن هذه النماذج الأب أو شخص بديل عن الأب يفرض سلطة على الابن أو الإبنة، هذا الابن الذي يتمنى زوال وتلاشي الأب، فهي عملية دائبة وغير منقطعة تلعب فيها الأم دور العنصر الآسر، الذي يمارس الإغراء  أحيانا، يأبى أن يكبر الأبناء و هؤلاء يعيشون نكوصا مستمرا من دون وعي بضرورة “الفطام sevrage “، كل هذا النمط العلائقي تتم حمايته بواسطة معايير محبطة أحيانا من قبيل جدلية: (السخط/الرضا) ومع ذلك لا يمكن اعتبار هذه الوضعية وضعية نهائية، لأنها تؤسس للقلق وتقوم على رموز من شأنها أن تذهب بالصحة النفسية، الشيء الذي يجعلنا نطرح من جديد السؤال التالي:

إذا كان المرور بالعقدة أمرا ضروريا، فهل التسوية ضمن هذا واقع ما، يمكن أن تكون ممكنة؟

الجواب الأول:  و هو جواب يقدمه “فرويد “([3])،  فلأننا “عصابيون” -لكن بدرجات- فنحن نعاني من نفس العقد التي يعاني منها “العصابي”، لكن بشكل أقل حدة، بهذا المعنى نحن محكومين بالصراع النفسي، لكن حدة هذا الصراع تختلف من شخص إلى آخر.

الجواب الثاني: جواب يدافع عنه “يونغ “([4])،  بحيث يتحدث عن إمكانية إيجاد تسوية نسبية للصراع، فالطاقة النفسية ذات معنى واتجاه معين و هي  عبارة عن حركة تتسم بالتغير المستمر بحيث تسعى إلى حل الصراعات عبر تغيير المواقف،

هذه الحالة – وبشكل خاص- تختزل الحياة النفسية، فنجد الفرد في مواجهة مستمرة مع الدوافع المتصارعة لهذا يعتبر المرور من العقد مرورا مرحليا ضروريا، فالكل يعيشها بشكل يفترض أن يكون متسلسلا، أي أن تقع عملية نكوص في مرحلة معينة  مما يؤدي إلى ظهور حالة التثبيت في حالة ما تنتج قلقا نفسيا مفتوحا على الألم والصراع النفسي ، أي العصاب، ومن الملاحظ أننا نجد لذى الكل نسبا متفاوتة من هذه العقد مادامت كل عقدة مرت بنا لا يمكن أن تجد تسويتها الكلية فتترك بصماتها بشكل واضح أحيانا، وقد يكون مستترا أحيانا أخرى «وتختلف العقدة النفسية عن الصدمة التي تمثل حدثا مربكا لوجود الذات (الحروب ، الأوبئة ، موت الأعزاء، مخاطر تم تجاوزها بأعجوبة، إخفاقات مهولة…)، فالعقدة تمثل بعدا أساسيا لمنحى الحياة، وليست الأحداث المحيطة إلا عنصرا مساهما في هذا المنحى، فقد تكون الصدمة مثيرا موقظا لها دون أن تكون سببا في إنشاءها، يتأكد هذا الأمر حينما نلاحظ تباينا في مواقف الأشخاص أمام نفس الحدث الذي قد يكون مؤثرا لذى البعض وغير ذي قيمة لذى البعض الآخر»([5]).

 لاحظ “يونغ” بأن القلق انفعال يولد الألم، لذلك حاول الإنسان منذ القديم أن يزيل مظاهره عن العالم المعاش فأضفى عليه طابع العقلانية ويمكن القول بأن النزعة العقلانية من أعظم إبداعات الإنسان فبواسطتها أنتج كونا خاضعا للضرورة والحتمية، لكننا جد بعيدين على أن نعرف كل الأسباب الكامنة، بل إن الأسباب نفسها تعتبر اكتشافا من اكتشافاتنا. وهي متطابقة مع ما تبحث عنه عقولنا، و في حالة الوعي نستطيع أن نعتبر أنفسنا مصدرا لإرادتنا، لكننا حين نقتحم باب الظن، نفهم – بنوع من الرعب – بأننا لعبة في يد عوامل تتجاوز فهمنا.

ولتحقيق مستوى بسيط من هذا الفهم، يمكن أن نتعرض لهذا الإحساس الغير محدود من الشك، الذي يتملك كل كائن يترك في يد القدر، لذلك تشكل جائحة كرونا مصدرا من مصادر فقدان الثقة في الذات التي تحاول أن تجعل كل شيء منطقيا، مما يمنحها الاعتقاد بأنها ذات إرادة، لكن إرادتها و قوتها وضعت أمام المحك، فقد اندحرت أمام كائن ضعيف جدا يقع، على حافة الحياة، و يحتاج لكائن حي أخر ليتكاثر،

 إن قلق الموت المستفحل لا يحدث إلا مع وجود هشاشة نفسية كامنة تخفي صراعا نفسيا كبيرا. فالقلق الحاد يمثل انتصارا لدافع الموت أمام إرادة الحياة، و لأن الحياة نفسها هي ثورة على الموت الذي قد يقتطع أجزاء من الكائن الحي حتى قبل أن يواري التراب، يصبح الاستمرار في الحياة واجبا و رهانا تمليه إرادة الحياة.


 

BIBLIOGRAPHIE

 

– جان لابلانش و ج. ب. بونتاليس: معجم مصطلحات التحليل النفسي. المؤسسة الجامعية للدراسات و النشر و التوزيع. 1997.

Frédéric Jacob : La logique du vivant. Gallimard1970.

Sigmund Freud. Cinq leçons sur la psychanalyse. P.B.P. Paris. France. 1969.

Sigmund Freud. Cinq psychanalyses. Presses Universitaires de France. 1975

Giovanni Vignola. Tout sur les tests de la personnalité.

Edition de Vecchi. Paris. 1977.

Jean-Pierre Pourtois et Huguette Desmet : Epistémologie et instrumentation en sciences humaines. Troisième édition Mardaga 2007.

Gung : l Ame et la vie. Librairie Générale Française. Paris. 2013.

    -Julia Kristeva : «  Mélanie  Klein, ou le matricide comme douleur et comme créativité ». Société psychanalytique de Paris. 2013. 

 

 

الهوامش:


[1]– LAROUSSE MEDICAL : Ed LAROUSSE, Nouvelle édition, 2005, p : 55 (avec modification).

[2] – جاك شارون: الموت في الفكر الغربي. (مرجع سابق) ص ص: 107…109 (بتصرف).

[3]– Ibid., p 60.

[4]– Giovanni VIGNOLA. Tout sur les tests de la personnalité. Edition de Vecchi. Paris, 1977, p 141.

[5]– Gung : l Ame et la vie. Librairie Générale Française. Paris. 2013. P :341

 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.