سيدي سليمان: هل ستكون لوالي الأمن (الدكتور) محمد العسالي بادرة إعادة تربية وتكوين الجهال من البوليس

إشراقة نيوز: بوسلهام الكريني

منذ مدة والإدارات تنهج عدة مقاربات، منها: مقاربة النوع والمقاربة التشاركية والمقاربة الأمنية إلى أن وصلت إلى تقريب الموظف والمسؤول من مسقط رأسه علما أن المثل الذي يقول : (مطرب الحي لا يطرب) لم يكذب فيه المغاربة منذ أن اتخذوه شعارا وذلك في كل القطاعات، على اعتبار ما يعاين من الحالات، خاصة في قطاع السلطة والأمن حيث يحمل ذلك الموظف: حب استعلاء على ذويه وأقاربه وأيضا حاشيته، أو حقدا على من وصلوا لأعالي المراتب التي لم يصل إليها، فتكون عقدة الدوار تطارده أينما حل وارتحل ماسكا بالجمر حينما يخاطب أسياده من بني مدينته الذين حالفهم الحظ بارتقاء القمم.

“أنا بوليسي” حارس الأمن المغلوب على أمره في منزله وفي عمله يفرغ مكبوتاته الشعورية واللاشعورية على المواطنين وكأنه جلاد يمسك بالكرباج لمعاقبة المخطئين بل كل الحظيرة مخطؤون على اعتبار أن البيئة (الدوار) التي قدم منها وإليها السيد البوليسي بؤرة عفن لا يصلح لأهلها إلا السوط أو السيف (المسدس) في كثير من الأحيان.. بل وإن البدلة العسكرية تخفي كثيرا من العيوب التي انكشفت فور قلعها. حتى أضحينا لا نفرق بين المجرمين والشرطيين (لا نعيب صورة الخالق) ولكن هناك بعض رجال الأمن بأفواه مثل أفواه المجرمين وصفات قطاع الطرق (لا أتحدث عن الأسنان فكلنا فقدنا أسناننا) .. فأين اللباقة في الكلام وحسن الحوار وجمالية المظهر والملبس أم أن البدلة تستر خلفها وحوشا آدمية لا علاقة لها بالأمن، بل ربما كانت لتهدد الأمن لولا المسار الخاطئ بولوج معهد الشرطة…

لقد حالف مدينة سيدي سليمان الحظ حينما عين على رأس أمنها الدكتور محمد العسالي برتبة والي أمن، فهل ستكون له البادرة بإعادة تربية وتكوين الجهال من البوليس الذين لا هم لهم سوى إهانة المواطن واغتصاب حقوقه، خاصة من أولئك الذين لا علم لهم ولا مستوى القادمين من المراعي بحثا عن الجاه والسمعة في ضرب سافر لمغرب الحق والقانون الذي يتشدق به كل عديم المستوى الذي لم يتجاوز الإعدادي ولم لا الثانوي وهو لا يفقه شيئا من القانون بل وإن مهمته الصافرة وأحيانا الهراوة التي يجيدون استعمالها مع البهيم كما كانوا في سابق عهدهم بالدوار، أحرى مع الآدمي ذي الحقوق.

“الشرطة في خدمة المواطن” شعار يزين جدران الدوائر والمنطقة الأمنية، فهل يفعل أحد أحرفه. كلا !!! إنه شعار شفهي على وزن “الشرطة في خدمة الشعب” كما في الشقيقة مصر… لكن المغاربة اعتادوا التقليد في كل شيء حتى في اغتصاب الحقوق ولم يتبق للمواطن سوى اللجوء إلى أي مصر يحترم فيه المواطن وإن كان هناك اغتصاب فلن يكون 100% ..

إن ارتفاق الدوائر الأمنية مع بعض بوليس سيدي سليمان، ولو في الشارع العام، يجب أن يكون بالزي الرسمي حسب اعتقادهم: فالطبيب لا يدخل إلا بوزرة بيضاء والسماعة في أذنه، والمحامي لا يدخل إلا ببدلته السوداء تعبيرا عن مهنيته، وكل ذي مهنة يرتدي ما يميزه بها، فماذا يرتدي الصحافي والمدرس والمحاسب وغيرهم؟ والويل للمواطن الحرفي الذي تظهر على هيأته المهانة فيحظى بوابل من الإهانة. وكما قال الإمام الشافعي: “لباسك يرفعك قبل جلوسك…”…

إن الوضع الكارثي الذي وصلت إليه حقوق الإنسان بسيدي سليمان لا يبشر بخير أبدا ما دامت عقلية العديد من البوليس لا زالت تسيطر عليها الزرواطة وأفواههم بلا أسوار الأسنان التي قد تحجب ما يتساقط منها من شؤم القول وبذيء الكلام.. وعلى الإدارة أن تأمرهم بحشو مسدساتهم بالذخيرة وأفواههم بمعقمات ومعطرات قد تخفي ما تفوح به من روائح الغل ممزوجة بروائح ماء الحياة الذي يذلهم ويكشف أسرارهم.

تحت شعار: “مبادرتي من أجل الحياة” احتفل المغاربة باليوم الوطني للوقاية من حوادث السير، وقد استفتح هذا اليوم بحادث سير سببها بوليسي الذي لا يجيد التعامل مع الأوضاع فكيف له أن يضبط الأمن العام.. وكأن سائقي الدراجات ثلاثية العجلات (التريبورتورات) من المطلوبين للعدالة متناسيا أن ذلك المواطن قد يكون عائلا لعدة أنفار وليس له دخل سوى تلك العربة التي يحاربونه فيها. فماذا يقول العسالي عن سيارات النقل السري: (الخطافة)؟ أم أن التريبورتورات هم الذين يهددون الأمن العام ويسببون حوادث السير؟

وعلى مرأى ومسمع جميع المواطنين يتجول التريبورتورات في كل مكان إلا أن البوليس لا يحلو لهم حجز سوى تلك المركونة أمام المنازل لأنها غنيمة سهلة المنال وكأنهم يشتغلون بالتقسيط أو عندهم أوامر بحجز عدد معين من المركبات مما يضطرهم إلى الانقضاض على المسالمين والشيوخ من أرباب هذه الدراجات.. في حين أن ذوي السوابق يعتون في المدينة والبوليس يعرفونهم ويغضون أطرافهم عليهم درءا لانتقاماتهم التي لا تحمد عقباها… فأين العدل والعدالة؟؟ وماذا يقول رئيس أركان القلعة الأمنية “عبد اللطيف الحموشي” في ما ينسب للإدارة الأمنية بسيدي سليمان؟؟ أم أنه هو أيضا تصله الأخبار المنمقة التي لا تبشر بخير أبدا.

لقد كنا نعيب على أعوان السلطة تدخلاتهم اللامسؤولة والمتهورة واليوم أصبح بعض البوليس ينهجون منهجهم ويسيرون على منوالهم رغم اختلاف المستويات الأكاديمية والعلمية والتكوينات الإدارية، وكأنهم يحنون لزمن العنف الذي ولى باكرا ولم يتبق منه سوى بعض المرضى النفسانيون الذين يغرقون في مشاكل عائلاتهم وعقد بؤر الفساد الذي قدموا منه.. فمن المسؤول عن هذا الانحطاط في إدارة كل شغلها مع المواطن الذي قد يكون ضحية عنصر أمني ليس آمنا؟؟؟

 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.