الاعتراف بالصحراء المغربية : معنا أو ضدنا

إشراقة نيوز: محمد الحرشي

في الحرب على الإرهاب العالمي ، قال الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن بعد تعرض الولايات المتحدة الأمريكية إلى أحداث شتنبر 11 شتنبر الأليمة التي قلبت العالم رأسا على عقب قولته المشهورة : “إما معنا أو ضدنا” في التصدي للتطرف الديني، وكل الذين عايشوا الفترة ما زالوا يتذكرون تبعات الحرب على ما يسمى الإرهاب وتداعياته الخطيرة على استقرار الشعوب وخصوصا المستضعفة منها..

المغرب في قضية صحراءه الطاهرة ردد منذ زمان نفس العبارة السابقة على مسامع كل الدول: إما أن تنصفه موضوعيا وتاريخيا وسياسيا في الاعتراف بصحراءه على كل أراضيه الصحراوية، وإما أن تجحد وتحاول طمس حقائق التاريخ والبيعة والاستعمار.

المغرب عكس الولايات المتحدة الأمريكية، مسالم مع الجميع، يطالب فقط بحقه على أراضيه الصحراوية والأعتراف بأنه السيد التاريخي على المنطقة بالحجة والدليل رغم كيد بعض الجيران الذين نسوا الماضي وما قدمه لهم الشعب المغربي من دعم مادي ومعنوي من أجل استقلالهم وحريتهم.

المغرب على حق في أن يطلب من كل دولة أن توضح موقفها من صحراءه ، فإما معه وإما ضده وخصوصا الدول التي لها علاقات تاريخية طويلة معه مثل فرنسا إسبانيا وإسرائيل.

وكلنا نتذكر القرار التاريخي الذي اتخذه الرئيس الأمريكي السابق دولاند ترامب في الإعتراف بسيادة المغرب على مناطقه الصحراوية بعد توقيع اتفاقيات ابراهيم (ابراهام) التاريخية بتاريخ 15شتنبر 2020 وإعادة التطبيع مع دولة إسرائيل.

إسرائيل تأخرت كثيرا في الاعتراف بالصحراء المغربية رغم أن نسبة كبيرة من الشعب الاسرائيلي له جذور مغربية، متشبعة بالثقافة والأصول الأمازيغية /العربية.

ومن الأكيد أن نتائج الاعتراف الاسرائلي بالصحراء المغربية كثيرة وإيجابية على كل المستويات، ليس فقط بالنسبة للشعبين المغربي والاسرائلي بل على الشعب الفليسطيني نفسه في إنشاء دولته الفليسطينية بدعم من باقي دول المعمور.

وأهم نتيجة عالمية، تغيير القناعات الفكرية عند كل الدول بالقطع مع الأحكام المسبقة والنظرة التاريخية والدينية الجامدة بين العقائد المختلفة، وعلى العكس سيعطي الاعتراف نفسا جديدا لمعطيات العلوم الأخرى في إدراك ماهية الآخر والابتعاد عن الأحكام القيمية المتسرعة التي تغرس في نفوس وعقول الصغار عبر استغلال وتأويل الكتب السماوية دون أعمال العقل والموضوعية في تمتين العلاقات بين الشعوب ، قوامها المحبة والتعاون والعيش المشترك.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.