الرقمنة في الادارات العمومية : بين الطرق التقليدية ومتطلبات التنمية الحديثة

إشراقة نيوز: محمد الحرشي

الكل تقريبا في المغرب ، كبيرا أو صغيرا ، غنيا أو فقيرا، يملك هاتفا نقالا يتحكم فيه باللمس أو الصوت، من جيل آخر الموديلات التي تنتجها الشركات الصينية والغربية عموما.

وفي المقابل لا نلمس أثرها الفعال الا قليلا فيما يخص استعمالها لتسريع خدمة المرتفقين والمرتفقات داخل الادارات العمومية.

والغريب في الأمر أن كل واحد منا يلج إلى محتويات هاتفه النقال بيسر تام وبطريقة روتينية متكررة في الزمان والمكان، حتى اضحت معها بعض المضامين الإلكترونية (صور،كتابات اصوات، فيديوهات.. ) عبارة عن عادة متكررة لا يمكنه الاستغناء عنها سواء بالليل أو النهار.

في السابق كانت أصابع اليد الثلاث : السبابة، الإبهام والوسطى هي التي تتكفل مجتمعة بالكتابة على الورق بعد أخذ الأوامر من الدماغ، أما الآن فقد أسندت مهمة الكتابة والبحث إلى اصبع السبابة فقط الذي بلمسة واحدة ينقلك إلى عوالم واسعة لا حدود لها من الصور والكلمات والأفكار

. فامكانك أن تتفحص المستجدات الرياضية والسياسية والثقافية والبيئية والتهريجية وتتابع اغرب الأحداث والصور في عالم الإنس والجن في رمشة عين.

هذه السرعة في الأداء وتتبع المستجدات والأخبار ما زالت مفقودة في اغلب ادارات الدولة التي تفضل الأوراق البيضاء العادية على شاشات الحواسب الرقمية ،واقلام الحبر الأزرق أو الأسود على اللمس والنقر.

والنتيجة المنطقية المترتبة عن عدم استعمال الادارات العمومية لتكنولوجبا الرقمنة بشكل مكثف شامل ومستمر هو الانحدار اكثر والتخلف على كل الأصعدة وخصوصا على مستوى التنمية البشرية.

فكل يوم نلمس مدى التراجع الإداري وهيمنة البيروقراطية الورقية وتباطؤ تبادل المعطيات والبيانات في عالم لا يعترف بالطرق التقليدية في تسيير الادارات العمومية ،بل يومن بالأرقام المتحركة بسرعة البرق وبمن يجيد استعمال الرقمنة لخدمة المواطنين والمواطنات

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.