زكية منصوري تكتب: عاشوراء بين الثرات و الحداثة الجهلية

إشراقة نيوز: زكية منصوري

بالأمس ليس بالأمس البعيد كانت الجدات و الأجداد يتهيؤون و يهيؤون لليلة عاشوراء ماديا و معنويا بكل ما في الكلمة من معنى فرحين يخلدون تقاليدهم الجميلة و الراسخة في قلوب وعقول الأجيال التي عاصرتهم والذين عاشوا تفاصيل عاشوراء بكل حب وشغف و صدق محافظين على تراث الأجداد دون أن تنفلت من بين أيديهم كما نقلت لإيصالها للأجيال القادمة..

إلا أنه في هذه الآونة الأخيرة و مع ظهور مستجدات في عالم العصرنة أو الحداثة ظهر ما يسمى بالمفرقعات بمختلف أنواعها، و لم تقف حداثة الأفكار الجهلية عند هذا، بل أصبح البعض يتفنن في صنع حيل جهنمية باستعمال قنينات المبيدات و في بعض الأحيان قنينة الغاز الصغيرة و سائل حمضي أو ما يعرف (بالماء القاطع).. كل هذا يستعمله جيل غير مسؤول وغير واع بما تخلفه هذه الأفعال من مصائب قد تلحق الأذى به أولا وبغيره، حتى تلاشت فرحة عاشوراء أمام هذه الفوضى اللامحدودة وأصبح الرعب والخوف في قلوب الكبار قبل الصغار رافضين نهي هذا الجيل والسيطرة عليه.. بل تعدى الأمر ذلك ولبثوا في منازلهم ولم يتذوقوا فرحة ما يعرض في تلك الأيام وأصبحت ليلة الإحتفال بعاشوراء كابوسا قاتلا يهدد تلك الفرحة وتلك الفرجة على حد سواء في قلوب البعض..

ناهيك عن المتاعب التي تجدها جميع السلطات من جمع العجلات المطاطية و الأغصان و غيرها، و كذا الحرص على عدم إشعال النار بذاك الكم الهائل و المرعب..

فقد عاش الأجداد ليلة الإحتفال بعاشوراء بسلم وسلام في جو ملئ بالبهجة بينما الجيل الحالي جعل منها ليلة سوداء تعج بالمفرقعات المبالغ في استعمالها..

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.