الجمعيات المختصة في العمل الصحي.. تحديات وإكراهات ورهانات وانتقادات لا أساس لها من الصحة

إشراقة نيوز: بوسلهام الكريني

يعتبر العمل الجمعوي في المغرب من المكونات الأساسية للمجتمع المدني، وهو يشمل مجموعة من الأنشطة التي تساهم في تحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي والثقافي للأفراد والجماعات.

ولعل ما يطفو على الساحة العمل الاجتماعي في كل جوانبه حيث نجد عددا من الجمعيات تختص في تقديم المساعدات المادية والمعنوية للساكنة المعوزة من جمع التبرعات المالية إذا كانت تتوفر على ترخيص الإحسان العمومي أو جمع الملابس وقفف رمضان وغيرها من وجوه البر والإحسان… وقد كانت العبرة من عدد كبير من الجمعيات المدنية من كل أصعدة المملكة حين تضامنت مع ضحايا زلزال الحوز، حيث أظهرت هذه الجمعيات على حقيقة التكافل الاجتماعي بين المغاربة قاطبة..

هذا، وإن من الجمعيات المدنية من تختص في أنشطة أخرى لا تقل أهمية كالجمعيات الرياضية والثقافية التي تزرع في النشء روح التضامن والإخاء والتبادل الثقافي…

وغير بعيد عن هذا وذاك، فإننا نجد جمعيات مختصة في ميدان إجتماعي صرف تلك الجمعيات التي تعمل في ميدان الصحة وهي التي تلعب دوراً كبيراً في توفير خدمات صحية لمختلف فئات المجتمع، خاصة في المناطق التي تفتقر للبنية التحتية الطبية أو التي تعاني من نقص في الموارد.

وتعتبر الجمعيات الصحية في المغرب ركيزة أساسية لتقديم الدعم والمساعدة في مجال الصحة العامة. من بين أبرز الأدوار التي تقوم بها هذه الجمعيات:

  • التوعية والتثقيف الصحي:
    حيث تقوم العديد من الجمعيات بتنظيم حملات توعية حول مواضيع صحية متنوعة، مثل مكافحة الأمراض المعدية، التغذية السليمة، الوقاية من الأمراض المزمنة مثل السكري والضغط الدموي، والتوعية بأهمية الصحة النفسية.
  • تقديم خدمات صحية:
    في بعض الأحيان، تقوم الجمعيات بتقديم خدمات صحية مباشرة للأفراد، سواء من خلال تنظيم قوافل طبية في المناطق النائية أو من خلال إنشاء مراكز صحية صغيرة أو تنظيم عيادات متنقلة.
  • التحسيس بالقضايا الصحية الكبرى:
    تعمل بعض الجمعيات على تسليط الضوء على بعض القضايا الصحية الكبرى مثل محاربة الإدمان، مكافحة السرطان، والاهتمام بالصحة الإنجابية. كما تساعد في توفير الدعم النفسي والمعنوي للمرضى وأسرهم.
  • الدعوة لتحسين السياسات الصحية:
    تلعب الجمعيات الناشطة في ميدان الصحة أيضاً دوراً في الدعوة إلى تحسين سياسات الصحة العامة من خلال الضغط على السلطات المحلية والمركزية لتوفير خدمات صحية أفضل.
  • الدعم لذوي الاحتياجات الخاصة:
    هناك جمعيات متخصصة في تقديم الدعم للأشخاص ذوي الإعاقات، حيث تقوم بتوفير العلاج الفيزيائي، والدعم النفسي، بالإضافة إلى توفير وسائل التنقل أو الأجهزة المساعدة.

ورغم الجهود التي تبذلها الجمعيات في هذا المجال، إلا أنها تواجه عدة تحديات:

  • محدودية التمويل:
    تواجه العديد من الجمعيات صعوبة في الحصول على التمويل الكافي لتنفيذ مشاريعها الصحية. ويعتمد بعضها على التبرعات أو المنح…
  • نقص الكفاءات الطبية:
    رغم الجهود التي تقوم بها الجمعيات، إلا أن بعض المناطق الريفية والنائية تفتقر إلى الكفاءات الطبية اللازمة، مما يجعل من الصعب تقديم خدمات صحية متكاملة.
  • البيروقراطية:
    في بعض الأحيان، يواجه العاملون في الجمعيات صعوبة في التنسيق مع المؤسسات الحكومية أو في الحصول على التراخيص اللازمة لتنظيم الأنشطة الصحية.

إن العمل الجمعوي في ميدان الصحة بالمغرب يشكل دعماً كبيراً للجهاز الصحي، ويساهم في سد بعض الثغرات التي قد تكون موجودة في النظام الصحي. لكن لتفعيل هذا الدور بشكل أكبر، يجب معالجة بعض التحديات مثل تمويل الجمعيات وتعزيز شراكتها مع السلطات العمومية. غير أن أعداء النجاح الذين لا يشتغلون ولا يتركون قطار التنمية يسير نحو الأفق لا يجدون بدا من الانتقاد لعرقلة مسيرة النجاح في كل الميادين بما في ذلك العمل الجمعوي الذي يفتقدون الجرأة بالانخراط فيه بشكل إيجابي…

 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.