بوسلهام الكريني يكتب: كلنا أخنوش… كلنا ضحايا، هذا نظام فاشل

إشراقة نيوز: بوسلهام الكريني

لعل ما يتبادر إلى الأذهان من خلال عنوان هذا المقال أنني أدافع عن رئيس الحكومة عزيز أخنوش.. والوضع غير ذلك إطلاقا فأنا لا أتهمه ولا أنفي الإتهامات الموجهة إليه، من كل ما يروج عن ألسنة المواطنين، إلا أن الأمر يتعلق بدراسة تحليلية لشخصيات متعددة في المجتمع..

لم يعد الأمر مجرد انتقاد لحكومة أخنوش، بل إعلان صريح أن كل المغاربة باتوا ضحايا لسياسات التفقير والتجويع، ضحايا لسلطة لا ترى في المواطن سوى رقم في معادلة الربح، أو جسد يقمع في الشارع.

أخنوش لم يكتف بإغراق الأسواق بالغلاء، بل امتص جيوب المواطنين، وتركهم يواجهون مصيرهم في مستشفيات منهارة، ومدارس تبيع التعليم في الليل، ومؤسسات أمنية ترى في المواطن خصما لا شريكا.

سياسة التربح غير المشروع لم تعد خفية. توزيع المناصب صار امتيازا لمن تربطه قرابة أو مصلحة مع رئيس الحكومة. الاستوزار صار صفقة، لا كفاءة.

والنتيجة؟ حكومة بلا روح، بلا مشروع، بلا ضمير.

المواطن يعنف في كل مكان. ففي المستشفى حين يطلب منه انتظار موعد عملية جراحية أو تحاليل لمدة عامين. وفي المدرسة حين يستدرج أبناؤه إلى دروس خصوصية مدفوعة الثمن ومكلفة لا طاقة له بها. وفي الشارع حين يضرب لأنه يطالب بحقه. كما في مفوضيات الشرطة حين يعامل كمتهم خطر على الدولة لا كمواطن ذي كرامة وحقوق.

حتى رجل السلطة العمومية، الذي كان يوما عاطلا عن العمل، صار أداة قمع، يضرب المحتجين بغل وحقد، وكأن كل من يطالب بالكرامة صار عدوا.

أخنوش حاضر في كل تفاصيل القهر. في ارتفاع الأسعار، في ضعف الأجور، في اختفاء فرص العمل، في تدهور التعليم، في انهيار الصحة، في عنف الشارع، في صمت المؤسسات، في تواطؤ الإعلام، في خيبة الأمل.

هذه ليست حكومة، بل آلة طحن. وهذه ليست دولة، بل شركة خاصة تدار بمنطق الربح والولاء.

والمواطن؟ مجرد مستهلك ينهب، يقمع، ويطلب منه الصمت.

إن كل واحد منا بداخله أخنوش، وهي عقدة أخنوش التي تظهر في كل موقف باستعلاء.. فالموظف يصير أخنوشا حين تجده يتعسف على المواطنين ويماطلهم في حقوقهم بلا وجه حق. والمعلم أيضا يصير أخنوشا عندما تجده يستنزف جيوب الآباء ويستدرجهم إلى الدروس الليلية.. وفي المستشفى تجد الطبيب والممرض وحارس الأمن الخاص، كل يستعلي على المواطن من موقعه، ويغتنم الفرصة ليظهر كبته وحقده على المواطنين.. وفي الجماعات تجد الرؤساء والمنتخبين يتهافتون على اغتنام الفرص وربط الملحة الخاصة بجماعاتهم وهي تصرفات أخنوشية محلية على غرار ما يقع في الحكومة مركزيا.. فحتى التاجر (البقال) تجده يغتنم فرصة الجشع ليستنزف جيوب الزبناء بزيادة أو احتكار..

إننا في كل حركاتنا اليومية نصادف أخنوشا من نوع خاص.. فلا نلوم رئيس الحكومة بل هي عقد نفسية يصرفها المواطنون كل من موقعه..

 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.