
إشراقة نيوز: بوسلهام الكريني
كثيرا ما ينصب متتبعو الشأن العام المحلي والوطني على الانتقاد بنوعيه، البناء أو السلبي، لعدد من الإدارات والمؤسسات العمومية. ولعل ما ينال الحظ الأوفر من الانتقاد المجالس المنتخبة والسلطات العمومية والمصالح الأمنية – الحائط القصير الذي يعلق عليه كل فشل الإدارات الأخرى، فحتى لو وضعت مديرية الأمن شرطيا أمام باب كل منزل واستمرت ديمومة رجال الأمن مدى الحياة ما أعجب هذا السلوك تلك الألسنة التي تلقي بشرر وشهب من نار..
في حين أن هناك قطاعات أخرى أسوارها عازلة عليها أسلاك شائكة مكهربة، لا أحد يستطيع أن ينتقدها إلا القليل، وإن وقع، فقد تجد جيشا من الذباب الانتهازي يرد عليها الاتهامات ويستميت في سبيل درء تلك الشبهات عنها، عملا بمبدإ: “انصر أخاك”..
ومن بين هذه القطاعات المحصنة قطاع التربية والتعليم، حيث ما أن يخط قلمك كلمات حول رجل التعليم حتى تنهال عليك أبواق المناجاة بالدعاء عليك والتنكيل بك، وإن كان زميلهم فاسدا أو إدارتهم عاتية.. معتقدهم في ذلك نزاهة المعلم الذي قال عنه شوقي:
قم للمعلم وفه التبجيلا … كاد المعلم أن يكون رسولا
لكنني أقول:
قَبَّلْتُ يَدَيْ مُعَلِّمِي احتراما … حين كان معلمي مرشدا وإماما
فالمعلم يحمل رسالة التربية والتعليم ومنزه عن كل ما يمكن أن يشوب سمعته ويلطخ مساره المهني والعلمي..
المعلم قامة وقيمة، ولا أحد يتجاهلها أبدا، لكن وإن شذ أحدهم عن الأساس، فليس منا إلا التنبيه. خاصة حينما جنح المعلم (الأستاذ) عن مهمة التدريس ليصبح مقاولا يتاجر في العلم والتعليم أو يلهث خلف قناع الدين بحثا أيضا عن دريهمات تطمس عينيه عن رؤية الرسالة الربانية التي وكلت إليه.. علما أن رسول الأمة صلى الله عليه وسلم بُعِث نبيئا معلما…
وغير بعيد عن قطاع التعليم، فالشأن الديني أشد حصنا وأكثر مناعة، يستمد هيبته من حرمة الدين، وإن كان مسيرو هذا القطاع لا علاقة لهم بالدين أو التدين، همهم التربح والتجارة بقناع الدين.. وعِرضُهم محرمٌ الخوضُ فيه، وزنديقٌ مَن يتحدثُ عنهم بسوء، مهدورٌ دمُه إلى يوم القيامة.
وعلى الصعيد المحلي، فاحتكار المجلس العلمي المحلي بسيدي سليمان لفئة معينة كفيل بفتح عدد من التحقيقات، خاصة وأن رابطة الزمالة التعليمية تربط بين عدد من أعضاءه، وحتى الاستثناء الوحيد تم عزله، إذ أنه لا ينتمي إلى أسرة التربية الإسلامية..
أضف إلى ذلك، عدم كفاءة العديد من الأعضاء سواء العلمية أو حتى فن الخطابة الذي يتجرأ عليه الكثيرون منهم بلا استحياء ولا خجل…
هذا دون أن ننسى تقهقر المشهد الديني في الأيام الأخيرة عكس ما كان عليه أيام الفقيه محمد العمراوي وتلك الوجوه النيرة التي كان يستضيفها خلال شهر رمضان لتغدق على المصلين من فيض علمها.. فما سبب هذه الغيابات؟؟ أم أن المسؤول عن ذلك غير جدير بالضيافة؟؟
وماذا عن دروس الوعظ خلال شهر رمضان التي اختفت؟؟ هل هي سياسة عُليا؟؟ أم أن البحث عن المقابل جعل الحكر يكون بين أيدٍ خاصة؟؟ ضاربين عرض الحائط الأجر والتواب الأخروي.. والبحث عن الغنيمة والمناصب والتعويض الدنيوي مكرسين جهودهم في تلك التقارير المرفقة لإثبات الحق في الأجر “المالي”..
وعلى مستوى مندوبية الأوقاف التي لها صلة بقطاع الدين، ولا تخلو من اجتهادات تستحق التنويه وسلبيات تتطلب التنبيه.
فماذا يقول المندوب الإقليمي بشأن لائحة البعثة الدينية المشاركة في برامج التوعية الدينية لفائدة أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج لشهر رمضان 1446 والتي تضم واعظا من خارج الإقليم؟؟ وكأن إقليم سيدي سليمان ليس فيه وعاظ وعلماء أكفاء؟؟ أم أن رئيس المجلس العلمي المحلي لإقليم مجاور تجاوز نفوذُه المجلس العلمي لسيدي سليمان ليبسطه أيضا على مندوبية الأوقاف بنفس المدينة؟ خاصة وأن النعرة الإثنية والنزعة القبلية تسهم بشكل كبير في هذا المجال لمواجهة “أولاد البلاد”، لسان حالهم في ذلك أن إقليم سيدي سليمان ليس فيه علماء وفقهاء أكفاء، ولا أحد حاصل على تلك الإجازة في الشريعة غيرهم، وأن الدين عطاء ومنحة من أهل الجبل..
وكيف لمندوبية الشؤون الدينية أن تحتفظ بين جدرانها بموظفين ينتمون إلى جماعة محظورة سبق وعزل من منابر المساجد كل من يدعو إليها؟؟ فهل هذا قصور أم جهل بالمعلومة؟؟ وقد خرج هؤلاء في العلن ضد دستور الأمة 2011 يدعون إلى الشذوذ واللادين.
وكيف للمندوبية أن تحتفل بعيد المرأة الأممي وتكرم نساء الدين من واعظات ومرشدات يشهد لهن بالكفاءة والاستقامة والجدية في العمل، لكن أن تقحم بينهن نسوة لا علاقة لهن بالدين ولا سمعة لهن على ما ثبت في حقهن من خيانة الأمانة وابتزاز ونصب وتزوير وادعاءات كاذبة؟؟ وقد تم التغاضي عن هذه التهم بتواطؤ مع جهات معينة ووساطات مشبوهة..
فهل المندوب الجديد على علم بما يدور داخل ” فيلا المندوبية “؟؟ أم أن جواب التقرير سيكون كسابقيه : “مجرد تصفية حسابات شخصية”…
وبالمناسبة، فقد ترأس عامل عمالة إقليم سيدي سليمان الاحتفال بعيد المرأة حيث تم تكريم بعض النساء على مجهوداتهن داخل الإقليم، وهي التفاتة طيبة تحسب لجهة التنظيم على اعتبار أن العامل ادريس الروبيو حديث الالتحاق بهذا الإقليم وليس له معرفة بنون النسوة في سيدي سليمان.. لكن استمرارية المرفق وشيوع المعلومة كالنار في الهشيم يستوجب على القيمين على هذا الحفل اختيار المرأة المناسبة في الحفل المناسب وليس تلك التي أثيرت حولها ضجة كبيرة خلال السنة الماضية بخصوص تجاوز السلطة والإهمال والتقاعس عن أداء الواجب.. وسوف يكون لنا موضوع بخصوص هذه المرأة بالتفصيل في مقالات قادمة…
هذا وتبقى المرأة السليمانية دوما متألقة في عملها وأسرتها رغم إسقاط بعضهن عمدا من احتفالات تتطلب الخنوع والاستعطاف ولِمَ لا التملق أيضا..
قم بكتابة اول تعليق