رمضان وأهمية إبراز الإحسان في وسائل الإعلام

إشراقة نيوز: محمد الحرشي

كم جميل أن ترى شخصا يحسن إلى فرد محتاج ذكرا كان أو أنثى، كبيرا أو صغيرا، تحس بالسعادة وعمق العلاقات الإنسانية، ومدى قيمة كل واحد منا عند أخيه الإنسان.

و تتعدد مظاهر الإحسان من قطع مالية نقدية وورقية إلى قفف مواد عينية، وفي بعض الأحيان أداء فواتير الماء والكهرباء ومصاريف الاستشفاء إلى شراء شقة لأسرة متشردة.

والإحسان قديم قدم الزمان، لأن ظروف الحياة لا تسمح بأن يكون الكل في رغد العيش وبحبوحة الرخاء، وتساهم الحروب والنزاعات المسلحة وتفاقم الفوارق الطبقية وجور المسيرين في ظهور فئات هشة تعيش على الهامش رغم أنفها، وهنا يبرز دور الإحسان في تقديم المساعدة والأخذ بيد الفقراء والمحتاجين وتقوية أواصر المحبة والتعاون.

ومن الناس من يفضل ستر إحسانه وتجنب نشره والتعريف به بحجة تفادي إحراج المستفيد(ة) ،ومنهم من يبرر إظهار إحسانه بحجة المساهمة في غرس قيم التعاضد والتآزر في قلوب الصغار لكي يكبروا وهم متشبعين بالقيم الإحسانية النبيلة.

والحقيقة أن التعامل مع منطق الإحسان في كل الدول لا يتعرض للنقد كما عندنا نحن ويرونه بعين عادية لا تبالغ في المؤاخذة والنقد.

وحتى بمنطق العلم والتربية والتنشئة الاجتماعية ،فإن الإحسان سلوك نكتسبه منذ الصغر عن طريق تقليد الوالدين أولا ثم الكبار في هرم المسؤولية والفاعلين الاجتماعيين، بل من المفيد تربويا وأخلاقيا أن نشرك صغيرا في توزيع مساعدة أو مواساة مريض أو تقديم أدوات مدرسية إلى من هم في حاجة إليها.

كما لا يجب أن نؤاخذ كل سياسي أو نقابي أو جمعوي وزع مساعدات بالأصح والمعلن ونسلط عليه النقد غير البناء كأن لا إحساس له وتربى في كوكب آخر.

إن إشهار الإحسان ونقله إعلاميا وبكل الوسائل عملية مهمة جدا لكي تتسع دائرة الأمر بالمعروف الحقيقي التي تقوم على دعم كل محتاج وتلبية بعض حاجيات المعوزين.

فكما تنقل وسائل الإعلام كل كبيرة وصغيرة حول العنف والتجاوزات والحكرة والتعدي رغم ما تسببه لنا من آلام نفسية في الكثير من الأحيان فإن الترياق الحقيقي ضد كل مظاهر العنف والقسوة والسلبيات المختلفة هو نشر ثقافة الإحسان والدعم المقدم إلى منهم في حاجة إليه، لأن مناظر الخير والمحبة والتعاون تقوي المناعة العامة واللحمة المجتمعية وتزيد في منسوب السعادة والاقبال على حب الحياة.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.